الرياضة ليست نشاطا حديثا أو مستجدا وإنما هي ضاربة بجذورها في أعماق تاريخ الحياة البشرية، فلقد مارس الإنسان (ذكر وأنثى) الرياضة منذ الميلاد فالحبي ثم المشي وبعد ذلك الركض كل هذه الممارسات هي أنواع من الرياضة، ليس ذلك فحسب بل إن البحث عن متطلبات العيش كالمأكل والمشرب والمأوى هي عبارة عن أنشطة رياضية متنوعة سواء كانت عن طريق الصيد أو تشييد المسكن أو توفير الملبس.وفي العصر الإسلامي الزاهي فقد اعتمدت الفتوحات الإسلامية المظفرة على أنواع مختلفة من الأنشطة الرياضية كالفروسية والرماية والمبارزة والركض والمشي، كذلك فلقد كان المصطفى عليه الصلاة والسلام يسابق زوجه عائشة فقالت رضي الله عنها: "خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا لا أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت فخرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسبقني فجعل يضحك وهو يقول: "هذه بتلك".ولقد اكتشف الطب حديثا أن الرياضة علاجا وقائيا للعديد من الأمراض المستعصية لذا أصبحت الوصفة الطبية الأولى كونها تنشط الدورة الدموية وتذيب الدهون بأنواعها وتساعد بالتالي على القضاء على السمنة والتي باتت داء العصر، أيضا الرياضة تساهم في الحفاظ على مستوى السكر والضغط وعضلات الجسم المختلفة وإلى غير ذلك من الفوائد العديدة والمتنوعة التي يجنيها الجسم البشري إثر ممارسته للنشاط الرياضي.وبالإضافة إلى كل ما سبق فهي العامل الأول وراء المحافظة على الرشاقة والجمال والحيوية، ناهيك عن كونها أضحت من شواهد رقي الشعوب وتقدم الأمم والتي تستند في التنمية والتطوير على الأسس العلمية والثوابت المدروسة.وفي ظل كل ما سبق فإننا نأمل أن يصدر قرار عاجل يقضي بإقرار مادة الرياضة في مدارس البنات، كما أننا نتطلع إلى تشييد الأندية الرياضية النسوية، إضافة إلى إنشاء اتحاد رياضي للسيدات، وكل ذلك بطبيعة الحال وفق شروط دقيقة لا تتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ولا تخل بالآداب والعادات والتقاليد.
* نقلا عن جريدة "الرياضية" السعودية